مر برشلونة بموسم عصيب شهد خروجه خالي الوفاض من كافة البطولات، لكن جمهور إقليم كتالونيا كان لديه ما يحتفل به في نهاية الموسم.
وقد أحدثت حكاية برشلونة ومدربه تشافي هرنانديز، بلبلة كبيرة، فبعد أن أعلن المدرب رحيله بنهاية الموسم، تراجع عن قراره بضغط من رئيس النادي، خوان لابورتا، وبالاتفاق على إكمال مشروع بناء الفريق الشاب.
لكن وبعد خسارة الفريق أمام فريق جيرونا “2-4″، صرح تشافي بأنه يستحيل على برشلونة منافسة ريال مدريد وكبار الأندية الأوروبية، في ظل الظروف التي يمر بها النادي إداريا واقتصاديا، الأمر الذي أثار غضب لابورتا.
وايضا ونتيجة لذلك أصدر النادي بيانا، أعلن فيه أن تشافي لن يكمل مشواره مع الفريق الكتالوني الموسم المقبل.
تشافي يخيب آمال كتالونيا
فشل تشافي في مهمته مع برشلونة هذا الموسم، رغم قيادته الفريق لإحراز لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي، وبعد الدراما التي رافقت تغيير قراره، من الصعب عليه استلام مهمة تدريب فريق آخر في الفترة الحالية.
وانه وفي ظل فشل تشافي، نظر جمهور كتالونيا بعين الحسرة، وهو يراقب اثنين من أفضل المدربين في تاريخ الإقليم، يتجاذبان لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى الجولة الأخيرة من المسابقة.
وتمكن بيب جوارديولا من قيادة مانشستر سيتي، للفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة على التوالي هذا الموسم، بعد منافسة شرسة من آرسنال الذي يتولى تدريبه مدرب كتالوني آخر هو ميكيل أرتيتا.
جوارديولا: المدرب الأعظم
وايضا ويواصل جوارديولا، الذي أحرز لقب دوري أبطال أوروبا مع برشلونة كمدرب مرتين، تحطيم الأرقام القياسية، رغم فشله في مساعدة مانشستر سيتي على الاحتفاظ بكأس الاتحاد الإنجليزي، عقب خسارته مساء الأحد أمام مانشستر يونايتد في المباراة النهائية (1-2).
6 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز جمعها جوارديولا منذ انتقاله لتدريب مانشستر سيتي في 2016، وفي وقت يقول فيه البعض إن أموال النادي دعمته في مهمته من خلال استقطاب أفضل اللاعبين، تشير الحقائق إلى عكس ذلك.
وإذا قمنا باستثناء إيرلينج هالاند، نكتشف أن سيتي عمد إلى شراء لاعبين لم يكونوا على قمة الهرم الكروي، لكنهم تحولوا لاحقا إلى ألمع نجوم اللعبة، مثل كيفن ي بروين وكايل والكر وإيدرسون وبرناردو سيلفا.
كما نجح الفريق في بيع مجموعة كبيرة من اللاعبين، ما يدل على قدرة جوارديولا على توفير بيئة مناسبة لتحقيق الاستقرار المالي في النادي.
أرتيتا: مشروع مدرب استثنائي
وانه ومن جهته، حظي أرتيتا بالوقت الكافي لبناء فريق قوي، نافس مانشستر سيتي بشراسة على لقب الدوري في الموسمين الأخيرين.
صحيح أن أرتيتا لم يفز بالألقاب في الآونة الأخيرة، لكنه أعاد آرسنال إلى الواجهة، من خلال مشاركته بعد غياب طويل في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ولم يفصله عن مانشستر سيتي في سباق الدوري سوى نقطتين فقط.
وان أرتيتا الذي بدأ مشواره كلاعب في برشلونة، قبل أن يجوب الملاعب الأوروبية، حصل على الصلاحيات اللازمة لإعادة بناء آرسنال، عكس تشافي الذي لم يملك ميزانية انتقالات مناسبة، واعتمد على أبناء أكاديمية “لا ماسيا” لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
واخيرا ومع نجاح جوارديولا وأرتيتا في إنجلترا، يبكي برشلونة في الزاوية، نادما على ترك اثنين من أبنائه، ومتحسرا على مجموعة كبيرة من القرارات الخاطئة، التي وضعت النادي في وضع لا يحسد عليه.