فاجأ ليفربول الجميع باختياره الهولندي آرني سلوت، لتولي تدريب الفريق بداية من الموسم المقبل، خلفا للألماني يورجن كلوب.
وأن سلوت سيبدأ مهمته بعد بضعة أسابيع، استعدادا لبدء فترة الإعداد، ليستهل حقبة جديدة داخل ملعب آنفيلد.
وقد أسدل الستار على حقبة كلوب بعد 9 سنوات أمضاها مع الفريق، شهدت تتويجه بـ8 ألقاب على كافة الأصعدة.
وايضا وجاء اختيار سلوت مفاجئا لكثيرين، لاسيما أنه لم يكن أحد مدربي الصفوة في أوروبا خلال السنوات الماضية، فضلا عن عدم تمتعه بشهرة واسعة.
وكما أن تجارب سلوت الماضية لا تتجاوز حدود الدوري الهولندي، آخرها توليه تدريب فينورد بين يوليو/ تموز 2021 ومايو/ أيار 2024.
تين هاج جديد
تخشى جماهير الريدز معايشة قصة مماثلة للتي عاشها نادي مانشستر يونايتد مع مدرب هولندي آخر، هو إيريك تين هاج.
وان المدرب الحالي للشياطين الحمر وصل إلى ملعب أولد ترافورد في صيف 2022 بعد رحلة مميزة في الدوري الهولندي مع أياكس أمستردام.
ولم تتجاوز تجارب تين هاج، كرجل أول، حدود الملاعب الهولندية أيضا، منذ أن أصبح مدربا على المستوى الاحترافي، بتوليه تدريب أوتريخت وأياكس.
وخلال تلك الرحلة، حصد تين هاج الدوري الهولندي 3 مرات، بالإضافة إلى لقبين في كأس هولندا، ودرع يوهان كرويف “السوبر المحلي”.
رغم ذلك، لم يستطع تين هاج النهوض بالمان يونايتد على مدار موسمين، حيث كان التتويج بلقب كأس رابطة المحترفين، خادعا للجماهير.
وايضا وظن البعض أن الفريق في طريقه للتوهج تحت قيادة مدرب أياكس الأسبق، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
البداية كانت باصطدام المدرب مع بعض نجوم اليونايتد، على رأسهم كريستيانو رونالدو وجادون سانشو، قبل الانهيار على كافة الأصعدة، وتحقيق أسوأ مركز في تاريخ الفريق بالبريميرليج “الثامن”، فضلا عن الخروج مبكرا من دوري الأبطال.
وقد بات تين هاج في طريقه للرحيل عن النادي بعد ظهور أنباء تفيد باتخاذ الإدارة قرارا بإقالته من منصبه، رغم الفوز على مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
بيئة مثمرة
ربما يختلف الحال في بيئة ليفربول، التي أثبتت مرارا أنها تساعد أغلب من يأتي إليها على النجاح، بعكس مانشستر يونايتد في العقد الأخير.
وبالنظر إلى السنوات السابقة، سنجد أن أغلب مدربي ليفربول، استطاعوا تحقيق نجاحات في ملعب آنفيلد، لاسيما منذ بداية القرن 21.
وبداية من الفرنسي جيرار أولييه، لم يفشل أي مدرب في قيادة ليفربول لمنصات التتويج، سوى الثنائي البريطاني رودي هودسون وبريندان رودجرز.
وانه ورغم عدم تتويج الريدز بأي لقب مع رودجرز، إلا أن المدرب الأيرلندي الشمالي كان نقطة انطلاق الفريق نحو العودة لسابق عهده، خاصة أنه كان منافسا شرسا على لقب البريميرليج بموسم 2013-2014، قبل خسارته لصالح مانشستر سيتي في الرمق الأخير.
دون ذلك، استطاع أولييه، رافا بينيتيز ويورجن كلوب، كتابة أسمائهم في تاريخ النادي، فضلا عن الأسطورة كيني دالجليش، الذي تولى المهمة مؤقتا لفترة وجيزة، استطاع خلالها التتويج بلقب كأس الاتحاد.
هذا يعود إلى حسن اختيارات إدارة وملاك ليفربول لمدربي الفريق على مدار 24 عاما، ما أسهم في استمرار النجاحات والاقتراب من ملامسة الألقاب على الأقل، مهما تعاقب المدربون.
وايضا وربما يكون ذلك فأل حسن بالنسبة للجماهير العاشقة للريدز، للتفاؤل بشأن قدرة سلوت على محاكاة نجاحات مدربي ليفربول السابقين، وبالأخص بينيتيز وكلوب.