أثار خوان لابورتا رئيس برشلونة، أزمة خلال الفترة الأخيرة، بعد حواره مع الموقع الرسمي لناديه، الذي كشف فيه عن معلومات لم يكن ينبغي الإفصاح عنها، من وجهة نظر مسؤولي البارسا.
وقد تسبب لابورتا في حالة من الغضب داخل قلعة البلوجرانا، بسبب تصريحاته “غير المسؤولة”، والبداية كانت بحديثه عن اللاعب أوريول روميو، حيث صرح بأن متوسط الميدان طلب الخروج من النادي الكتالوني.
وان المسؤولون اعتبروا أنه ليس من الحكمة إذاعة تصريح لابورتا عن روميو، وبدلا من ذلك تم بث جملة يقول فيها رئيس البارسا إن “هناك لاعبين طلبوا الخروج”، دون تحديد هويتهم.
وكما أعلن لابورتا في المقابلة، أن ماريونا كالدنتي لاعبة الفريق النسائي، لن تستمر، لكن تم حذف التصريح، لأن اللاعبة لم تعلن رحيلها بعد.
وايضا وتم حذف الجزء الخاص بالاتفاق مع نايكي، حيث أكد لابورتا أن برشلونة سيستمر في التعاون مع الشركة الأمريكية في الموسم المقبل، رغم أن الاتفاق الجديد لم يعلن بعد.
مشوش
وتعد هذه المقابلة، أحدث حلقات التصرفات المشوشة لرئيس البارسا في ولايته الثانية، التي أثارت التساؤلات حول مدى صلاحيته الحالية لشغل هذا المنصب الرفيع.
وعاد لابورتا لرئاسة البارسا في مارس/ آذار 2021، في حقبة شهدت الكثير من الإخفاقات والوعود المنكوثة.
البداية كانت بشعار حملته، الذي أعلن خلالها أن فوزه في الانتخابات يعني استمرار ليونيل ميسي، وهو ما لم يحدث ورحل الأسطورة باكيا، بسبب عدم القدرة على تسجيل عقده الجديد، تحت إطار سقف الرواتب المفروض من رابطة الليجا.
وانه ولم ينجح لابورتا خلال 3 سنوات حتى الآن في إيجاد حلول للأزمات المالية التي يعاني منها النادي الكتالوني، كما لم يتعامل بالشكل اللائق مع أساطير النادي السابقين أمثال كومان وتشافي هيرنانديز، حيث رحل الثنائي عن تدريب الفريق الكتالوني بطرق مهينة لا تليق بحجم عطائهم.
كما أخفق المحامي الإسباني في إعادة الاستقرار للفريق الأول لكرة القدم، حيث حقق نجاحات سريعة لكنه خرج الموسم المنصرم خالي الوفاض.
حقبة أسطورية
وانه وعلى العكس تماما، تعد حقبة خوان لابورتا الأولى في رئاسة برشلونة، الأفضل في تاريخ النادي، حيث نجح في تحقيق إنجازات رياضية هائلة، بجانب تحسين الوضعين المالي والإداري، ما وضع الأسس لفترة طويلة من النجاح المستمر.
وتولى لابورتا رئاسة برشلونة لأول مرة في يونيو/ حزيران 2003، حتى عام 2010، وكانت من قراراته الأولى، تعيين الهولندي فرانك ريكارد مدربًا للفريق الأول.
ومع ريكارد، تمكن برشلونة من الفوز بلقب الدوري الإسباني مرتين متتاليتين (2004-2005 و2005-2006) وكأس السوبر الإسباني، والأهم، تُوج الفريق بدوري أبطال أوروبا 2005-2006 بعد الفوز على آرسنال في النهائي، ليضيف لقب ذات الأذنين الثاني في تاريخ النادي.
وأولى لابورتا اهتمامًا خاصًا بأكاديمية لاماسيا، ما ساهم في تطوير العديد من اللاعبين الشباب، الذين أصبحوا فيما بعد أعمدة أساسية في الفريق الأول، مثل ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس.
وعند توليه الرئاسة، كان النادي يعاني من ديون كبيرة، ليجري “الثعلب” لابورتا إصلاحات مالية وإدارية، أسهمت في تحسين الوضع.
وايضا وأبرم النادي صفقات تعاقد كبيرة وناجحة، في القلب منها استقطاب رونالدينيو من باريس سان جيرمان.
وتوهج البرازيلي مع البارسا بشكل مذهل، وساهم بسحره في زيادة شعبية النادي بصورة كبيرة، كما قاد الفريق لعديد النجاحات.
وبعد رحيل ريكارد، وفي مغامرة كبيرة، قرر لابورتا تعيين بيب جوارديولا مدربا للفريق الأول في عام 2008.
وجنى لابورتا ثمار مغامرته على “بيب”، ليحصد الفريق سداسية تاريخية في 2009، هي الأولى من نوعها في ذلك الوقت، ويهيمن على عرش الكرة العالمية بفريق ينظر إليه كثيرون على أنه الأفضل في التاريخ.
الإدمان السبب؟
لاحظ كثيرون عند عودة لابورتا إلى الواجهة رئيسا للبارسا في 2021، زيادة وزنه الواضحة للغاية، مقارنة بفترته السابقة على قمة النادي الكتالوني.
وكشفت تقارير صحفية إسبانية عديدة، إدمان لابورتا للمأكولات والحلويات، وإقدامه على تناولها بشكل شره أثار عديد المخاوف بشأن حالته الصحية.
وفي ظل معاناته من السمنة، حذرت بعض التقارير من إمكانية تعرض لابورتا لأزمات قلبية، كما سلطت أخرى الضوء على عاداته الغذائية السيئة، وشراهته في تناول الطعام حتى بين أشواط المباريات في ملعب البارسا.
ويلقي ذلك الضوء على سؤال “هل أثر إدمان لابورتا للطعام على قدراته العقلية وتسبب في إضعاف قدرته على التخطيط وإدارة شؤون برشلونة؟”.
رأي العلم
هناك دراسات علمية كثيرة تشير إلى أن السمنة أو البدانة، تؤثر على القدرات العقلية للإنسان، وتتسبب في ضعف الذاكرة ونقص التركيز والخرف في بعض الأحيان.
ووفقا لتجربة أجرتها الباحثة لوسي تشيكي ورفاقها بجامعة كامبريدج العريقة، تم إيجاد علاقة واضحة بين مؤشر كتلة الجسم (مقياس يعكس العلاقة بين الوزن والطول)، وبين القصور في الذاكرة.
وبحسب التجربة البحثية، فإنه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم للمشاركين، ساء مستواهم في الاختبار الذي يقيس بعض القدرات العقلية.
واخيرا وتقول تشيكي إن الربط بين الأمرين “مسألة منطقية”، في ظل تواجد مؤشرات على أن “السمنة تؤثر على مناطق دماغية تستخدم في الذاكرة والتخيل”.