عاشت جماهير برشلونة حالة من الترقب والقلق خلال الأشهر الماضية، فيما يتعلق بهوية المدير الفني للفريق في الموسم الجديد.
وانه وبالتحديد منذ 27 كانون الثانى/يناير الماضي، حين تلقى الفريق الخسارة أمام فياريال (3-5) بالجولة 22 من الليجا، حيث خرج تشافي عقب المباراة ليعلن رحيله عن تدريب البلوجرانا بنهاية الموسم.
ورغم أن شريحة كبيرة من جماهير برشلونة، كانت ترى أن تشافي يجب أن يرحل، لكن رأى البعض الآخر أن القرار انفعالي نظرًا لحالة التخبط التي عاشها البارسا على مستوى النتائج في الليجا، والإقصاء من ربع نهائي كأس الملك، وخسارة نهائي كأس السوبر الإسباني، أمام ريال مدريد.
وايضا وخلال الاجتماع الحاسم في منزل لابورتا بعد الإقصاء من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان، وخسارة الكلاسيكو ضد ريال مدريد الذي أبعد البارسا عن الصراع على لقب الليجا، تم الاتفاق على استمرار تشافي والتراجع عن قرار الرحيل.
أزمة مالية طاحنة :
وان أزمة واحدة كبيرة يواجهها برشلونة تؤثر على أداء ونتائج الفريق، وتحول دون الظهور بالشكل المعتاد لعملاق الكرة الإسبانية، تتفرع عنها مجموعات أصغر من المشاكل، وهي الفجوة المالية للإدارة الكتالونية بين الدخل والإنفاق.
ويُعد المبدأ الأبرز في قانون اللعب المالي النظيف هو ضرورة التدقيق في عمليات المصروفات مقابل الإيرادات، فلا يمكن أن تكون مصروفات النادي أكبر من إيراداته خلال الميزانية السنوية.
وحال ثبت المذكور سابقًا، يتم معاقبة النادي بمنع قيد أي لاعبين جدد حتى يتم تسوية الأمور المالية، وهو ما يحدث مع الفريق الكتالوني خلال السنوات الأخيرة.
ولجأت إدارة برشلونة لحلول الروافع الاقتصادية لزيادة ميزانيته، من خلال بيع حقوق مواد الديجيتال على موقعه الرسمي، وبيع بعض المتاجر الخاصة.
علاوة على حقوق بث المباريات لتحقيق مكاسب مالية أكبر، ومحاولة قيد الصفقات الجديدة وحتى اللاعبين الشباب الذين يتم تصعيدهم من فرق الشباب والرديف.
كما أن نسبة 60% من ميزانية أي ناد في أوروبا تكون مصاريف خاصة برواتب الرياضيين والأجهزة الفنية والإدارية والموظفين، وبالتالي، فإن النادي مطالب بتوفير هذه النسبة الكبيرة أولا سنويًا، قبل محاولة الصرف على التدعيمات.
كبش الفداء:
وانه يعتبر تشافي طوق نجاة مثالي لإدارة برشلونة أمام أي إخفاق إداري.. والبداية كانت خلال الميركاتو الصيفي الماضي، حيث لم يتم تعويض بوسكيتس بصفقة قوية وتم الاكتفاء بأوريول روميو على سبيل الإعارة من جيرونا، والذي لم يثبت نفسه، ونتيجة الإخفاق تحملها تشافي.
أيضًا بعد الرحيل المفاجئ للجناح الفرنسي عثمان ديمبلي، لم يتم التدعيم بصفقة مميزة، بل تم اللجوء لضم جواو فيلكس على سبيل الإعارة من أتلتيكو مدريد، والذي لم يقدم مستويات مبهرة، ولم يحسم النادي ضمه بشكل نهائي.
ولا يوجد بديل قوي للمهاجم البولندي ليفاندوفسكي، على الرغم من إبرام التعاقد مع الشاب فيتور روكي، لكنه لم يقنع تشافي ليعتمد عليه.
ورغم أن تشافي نجح في اكتشاف مواهب مثل لامين يامال وفيرمين لوبيز وباو كوبارسي، من أكاديمية لاماسيا والتي لعبت دورًا كبيرًا في إنقاذ الفريق في العديد من المباريات، لكان الوضع أكثر سوءًا.
محاولات فاشلة.. وأزمة مرتقبة
بعد إعلان تشافي الرحيل، بدأت إدارة برشلونة بتحديد قائمة الأسماء ليخلفوا المدرب الإسباني، وتم التحرك لجس نبض البعض، ووجدت إدارة النادي الكتالوني نفسها أمام مأزق مالي، يتعلق بدفع الشرط الجزائي لمدربين أمثال دي زيربي أو روبين أموريم، كما كان يصعب فكرة دفع راتب أحد الثلاثي “كلوب أو توخيل أو هانز فليك”.
ولم تملك الإدارة في ظل الأزمة المالية الطاحة، الضمانات الكافية لهؤلاء المدربون لدخول ميركاتو كبير وضم لاعبين من الصف الأول، لمساعدتهم على تطبيق أساليبهم وخططهم وتحقيق النجاح المطلوب.
وتشمل قائمة الراحلين في الصيف (أراوخو – دي يونج – كريستينسن – رافينيا)، ولا يمكن لمدرب جديد أن يقبل بهذا التحدي، بعد أن أجبر تشافي منذ العام الماضي على فكرة أن تعويض الراحلين يكون عن طريق المواهب من أكاديمية لاماسيا أو الإعارات في أضيق الحدود.
ربما لتلك الأسباب قاتل لابورتا للإبقاء على تشافي.. كطوق نجاه له في وقت الخطر، وعدم القدرة على إيجاد البديل.
واخيرا ومن المتوقع أن يصطدم تشافي بإدارة برشلونة خلال الميركاتو الصيفي، إذ لن يقبل بعدم إبرام صفقات مميزة تساعده على الظهور بشكل أفضل، بعد الموسم الصفري الذي عاشه البلوجرانا، ولن تقبل الجماهير بتكرار هذا السيناريو الموسم المقبل.