تضع جماهير الساحرة المستديرة، الثنائي التاريخي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، في مقارنات مستمرة على مستوى الألقاب الفردية والجماعية، بالإضافة إلى عدد الأهداف.
ولكن رغم تقدم الثنائي في العمر، فإنه يواصل تقديم العروض المثيرة، ما جعل الجماهير تطالب النجمين دائما بعدم التوقف عن تحقيق الألقاب، خاصة على المستوى القاري.
وايضا وتصطدم رغبة الجماهير بكوابيس أوروبية تطارد الأسطورتين، بعد خروجهما من المنافسة في القارة العجوز، حيث انضم رونالدو لصفوف النصر في يناير/كانون الثاني 2023، بينما رحل ميسي صوب إنتر ميامي خلال يوليو/تموز 2023.
بطلان من ذهب:
يمكن القول إن أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو هو أهم لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا، نظرا للإنجازات المذهلة التي حققها خلال مسيرته بالمسابقة.
رونالدو هو الهداف التاريخي لدوري الأبطال برصيد 140 هدفا، وهو الأكثر مشاركة بواقع 183 مباراة بقمصان أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس.
وتوج “الدون” باللقب خلال 5 مناسبات سابقة، مرة مع مان يونايتد و4 رفقة ريال مدريد.
وبطبيعة الحال لا يقل تاريخ ميسي أهمية عن النجم البرتغالي، فيحتل البرغوث وصافة ترتيب هدافي المسابقة برصيد 129 هدفا.
كذلك حصد اللقب في 4 مناسبات سابقة كانت بقميص برشلونة، حيث يتساوى مع العديد من النجوم البارزين أمثال سيرجيو راموس وأندريس إنييستا وكلارنس سيدورف.
منافسة لا تتوقف:
دخل الثنائي في منافسة شرسة على العديد من الإنجازات في البطولة، لكن الكفة تميل لرونالدو الذي لُقب بـ “ملك دوري أبطال أوروبا”.
ويعتبر رونالدو هو أكثر من حقق لقب هداف المسابقة خلال 7 مناسبات سابقة، وخلفه ميسي بفارق مرة وحيدة.
كذلك يعد أسطورة ريال مدريد هو الأكثر تسجيلا في نسخة واحدة، وذلك عندما أحرز 17 هدفا في 2013-2014 و16 في 2015-2016 و15 في 2017-2018.
وكان ميسي أول من حصد لقب الهداف في 4 مناسبات متتالية 2009 و2010 و2011 و2012 قبل أن يتغلب عليه “الدون” في نفس الجانب بـ6 مرات متتالية 2013 و2014 و2015 و2016 و2017 و2018.
كوابيس أوروبية:
بعد التاريخ الكبير الذي حققه رونالدو وميسي في البطولة، فقد تعرضا لكوابيس شديدة متمثلة في عدم تحقيق دوري الأبطال لسنوات طويلة.
ويعود آخر لقب حققه ميسي من البطولة إلى نسخة 2014-2015، عندما قاد برشلونة للفوز على يوفنتوس بنتيجة 3-1، ومنذ ذلك الحين استعصى الأمر عليه مع العملاق الكتالوني ثم باريس سان جيرمان.
وان رونالدو هو الآخر فشل في تحقيق اللقب منذ نسخة موسم 2017-2018 عندما قاد ريال مدريد للانتصار على ليفربول في النهائي 3-1، ثم أخفق بعدها في الصعود لمنصة التتويج مع يوفنتوس ومانشستر يونايتد.
وتحول دوري أبطال أوروبا إلى كابوس كبير يطارد رونالدو وميسي، حيث حاولا مرارا وتكرارا التتويج به مجددا، لكنهما فشلا في نهاية المطاف.
استمرار اللعنة
وانه استمرت هذه الكوابيس في مطاردة رونالدو وميسي حتى بعد خروجهما من أوروبا، حيث فشل كل منهما في حصد لقب قاري خلال الموسم الأول خارج ملاعب القارة العجوز.
“صاروخ ماديرا” شارك مع النصر لأول مرة في دوري أبطال آسيا خلال الموسم الحالي، ولكنه ودع منافسات الدور ربع النهائي أمام العين بركلات الترجيح 1-3، بعد مستوى جيد قدمه في البطولة متمثل في تسجيل 6 أهداف وتقديم تمريرة حاسمة خلال 8 لقاءات.
في المقابل، تعرض ميسي لصدمة قوية مع إنتر ميامي، بالفشل في تحقيق دوري أبطال الكونكاكاف خلال موسمه الأول، بالخروج من الدور ربع النهائي أيضا بالخسارة من مونتيري في مجموع المباراتين 2-5.
وقد سجل ميسي هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين في 3 مباريات خاضها بالبطولة، التي ودعها بصورة مخيبة للآمال لعشاقه حول العالم.
لكن هذا السقوط لا يقلل من أهمية رونالدو وميسي بكل تأكيد، والتاريخ الكبير الذي حققه كل منهما، ولا يوجد شك في قدرتهما على الاستمرار في المنافسة مرة أخرى من أجل الصعود للمنصات القارية.