دائما ما يميل أساطير كرة القدم إلى اختيار الأندية التي يستطيعون فيها الحفاظ على بريقهم، وتحديدا بعد التقدم في العمر والاقتراب من نهاية مسيرتهم في الملاعب.
وان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يتبع المسار المعاكس دائمًا، وخاصة بعد التقدم في العمر، باختيار التحديات الأصعب رغم أنه يمتلك خيارات أسهل في بعض الأحيان.
بداية الطريق
بالنظر إلى مسيرة رونالدو، نجد أنه دائما يختار الطريق الأصعب، حيث بدأ رحلته مع هذا المسار بالانتقال إلى ريال مدريد في صيف 2009 مفضلا الملكي على غريمه التقليدي برشلونة.
البارسا كان يمتلك وقتها كوكبة من النجوم أمثال ليونيل ميسي وتشافي وأندريس إنييستا، ولكن “الدون” قرر الانضمام إلى بطل أوروبا التاريخي الذي كان يمر بمرحلة انتقالية، ويبدأ رحلة بناء فريق الأحلام.
ووجد رونالدو نفسه أمام تحديا صعبا في ظل الإمكانيات التي كان يمتلكها البارسا بقيادة الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا في هذا التوقيت.
ولكنه نجح في مناطحة ميسي وقيادة الريال نحو الألقاب، التي جاء على رأسها الدوري الإسباني مرتين، ودوري أبطال أوروبا 4 مرات منها 3 بطولات متتالية.
كذلك توج على المستوى الفردي بـ 4 كرات ذهبية بجانب الكرة الأولى التي حصل عليها مع مانشستر يونايتد 2008، بالإضافة إلى أنه أصبح الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 140 هدفا.
رحلة إيطالية مثيرة
اتجه رونالدو بعد رحلة استمرت 9 سنوات مع ريال مدريد إلى يوفنتوس في صيف 2018، مقابل 100 مليون يورو في صفقة أعادت للدوري الإيطالي بريقه إلى حد ما.
لكن “الدون” وجد نفسه أمام طريق صعب، حيث اعتقدت الإدارة أنه يستطيع قيادة الفريق نحو دوري أبطال أوروبا بمفرده دون إبرام تعاقدات قوية، بالإضافة إلى التفريط في النجوم.
كذلك عانى من عدم استقرار إداري وفني متمثل في تغيير المدربين، بالإضافة إلى الأسلوب الدفاعي الصارم الذي كان يعتمد عليه ماسيميليانو أليجري، والذي فجر الخلافات بينهما.
وتمكن رونالدو من التغلب على هذه الصعوبات، وكان النجم الأول لليوفي في عمر 33 عاما وحصد 5 ألقاب في 3 سنوات.
وأصبح أول لاعب يسجل 100 هدف أو أكثر مع 3 أندية أوروبية كبرى، بجانب تحقيق لقب هداف الدوري الإيطالي موسم 2020-2021 بتسجيل 29 هدفا.
الرحيل عن أوروبا
رحل رونالدو عن الملاعب الأوروبية مقررا الانضمام للنصر، في خطوة مفاجئة للبعض، ولكنها ساهمت في انتقال العديد من النجوم إلى الدوري السعودي، وهو الأمر الذي رفع من شدة المنافسة.
وكان رونالدو يمتلك عرضا من الهلال، في الوقت الذي كان يعاني فيه “الزعيم” من أزمة الإيقاف عن القيد، ليختار التحدي الأصعب كعادته باختيار النصر في يناير/كانون ثان 2023.
وكالعادة اصطدم رونالدو بقوة اتحاد جدة في أول 6 أشهر، ليخسر لقبي السوبر والدوري، قبل أن يعود الهلال للطريق بميركاتو قوي في صيف 2023.
ووجد “الدون” نفسه أمام صعوبات كبرى، ما بين عدم استقرار إداري وضعف جودة اللاعبين مقارنة بالهلال الذي يمتلك إمكانيات مميزة على كافة الأصعدة.
واقترب رونالدو من خسارة لقب الدوري السعودي للمرة الثانية، كما ودع الفريق، دوري أبطال آسيا والسوبر المحلي.
لكن رغم ذلك، قاد النصر لحصد البطولة العربية بالفوز على الهلال 2-1 والتتويج بلقب هداف المسابقة برصيد 6 أهداف، بجانب تصدر ترتيب هدافي الدوري هذا الموسم برصيد 29 هدفا.
وأصبح “الدون” مطالبا بإعادة النصر للمنافسة محليا وقاريا تزامنا مع قوة الهلال الذي لم يتعرض لأي خسارة هذا الموسم، بالإضافة إلى وصوله لعمر 39 عاما، فهل يعتر هذا هو التحدي الأصعب في مسيرته؟