تستفيد عدة عناصر من الرحيل المحتمل لعبد الرزاق حمدالله، مهاجم اتحاد جدة، هذا الصيف، إلا أنه سيكون هناك من يخسر أيضًا بسبب هذه الخطوة.
وقد أشارت تقارير صحفية سعودية إلى أن حمدالله قريب من مغادرة أسوار قلعة “العميد”، على أن تعوضه الإدارة الجديدة للنادي بمحترف أجنبي آخر في سوق الانتقالات الصيفية.
وانه ولم يصدر اتحاد جدة أي بيان رسمي بشأن موقف حمدالله، الذي يرتبط بعقد مع النادي حتى يونيو/ حزيران 2025، إلا أن المغربي نفسه يثير الغموض حول مستقبله من خلال رسائل مبهمة عبر حسابه على “إنستجرام”.
وفي حال تأكد رحيل حمدالله عن الاتحاد، فإن وجهة المهاجم الأقرب ستكون خارج السعودية، ربما العودة إلى الدوري المغربي، أو خوض تجربة في دوري عربي جديد.
وايضا ولا يرتبط حمدالله بعلاقة جيدة مع ناديه السابق في السعودية، النصر، إذ وصلت المشاكل بين الطرفين إلى المحكمة الرياضية الدولية، وتبقى فكرة عودته مستبعدة في الوقت الحالي.
وكما تتجه أنظار الهلال والأهلي نحو التعاقد مع مهاجمين من الدوريات الأوروبية الكبرى، وفقًا لأحدث التقارير الصحفية، وبالتالي لن تكون هناك فرصة لضم الهدّاف المغربي.
وانه وفيما يلي يستعرض “كووورة” أبرز الرابحين والخاسرين من رحيل حمدالله المحتمل عن الاتحاد هذا الصيف.
الرابحون
بنزيما
وانه ويعتبر كريم بنزيما، مهاجم اتحاد جدة، أكثر الرابحين من فكرة رحيل حمدالله، بل إن التقارير الصحفية أكدت أن السبب الرئيسي لمغادرة المغربي هو صعوبة التأقلم مع الفرنسي في هجوم العميد.
ورغم العلاقة التي تبدو طيبة بين بنزيما وحمدالله، إلا أن التقارير الصحفية الواردة من الاتحاد تفيد بأن المهاجم الفرنسي هو من طلب الإطاحة بشريكه المغربي.
وقد أكد عدد من المحللين والخبراء صعوبة الدفع ببنزيما وحمدالله معًا في هجوم الفريق، نظرًا لتداخل الأدوار، حيث يلعب كل منهما نفس الأدوار في العمق، لما لهما من خصائص متشابهة.
وحمّل الخبراء ثنائية بنزيما وحمدالله غير الموفقة مسؤولية الموسم الكارثي الذي عاشه فريق النمور، الذي انتهى بلا ألقاب.
وبرحيل حمدالله، سينفرد بنزيما بمركز رأس الحربة، ما قد يمنحه فرصة جديدة لتحسين سجله التهديفي، بعد موسم أول مخيب في الدوري السعودي للمحترفين، على عكس التوقعات.
من جانبه، سيسعى الاتحاد للاستفادة من خطأ الموسم الماضي، بالتعاقد مع مهاجم بخصائص مختلفة عن بنزيما، ليشاركه الهجوم، أو الاكتفاء بنجم ريال مدريد السابق في هذا المركز، والبحث عن أجنحة مميزة، لإمداده بالكرات العرضية.
رونالدو وميتروفيتش
من جهة أخرى، وفي حال جاء رحيل حمدالله خارج الدوري السعودي، فإن المهاجم المغربي سيسهل مهمة نجوم المسابقة في صراع الهدافين، ويأتي على رأسهم كريستيانو رونالدو، وألكسندر ميتروفيتش، حيث يبدو الثنائي في طريقه لمواصلة مشواره في السعودية.
ويعد حمدالله أحد أبرز المنافسين على لقب هدّاف الدوري السعودي، إذ حقق الجائزة في الموسم قبل الماضي بـ21 هدفًا.
وكما قدم النجم المغربي مستوى مميزًا الموسم الماضي بتسجيله 19 هدفًا رغم التراجع الكبير في نتائج الاتحاد إضافة إلى غيابه للإصابة في أكثر من مناسبة، ولم يتفوق عليه سوى رونالدو وميتروفيتش.
عمر السومة
وبنفس المنطق، سيكون انتقال حمدالله إلى دوري آخر بمثابة خبر سعيد للسوري عمر السومة، مهاجم أهلي جدة السابق.
وايضا ويتصدر السومة، الذي انتقل إلى العربي القطري، قائمة الهدّافين التاريخيين لدوري المحترفين السعودي، برصيد 144 هدفًا، جاءت كلها بقميص الراقي.
ويعد حمدالله بمثابة الخطر الأكبر على رقم السومة التاريخي، إذ يملك الهدّاف المغربي 129 هدفًا بقميص النصر والاتحاد، في المركز الثاني بالقائمة.
وبالنظر إلى المعدل التهديفي لحمدالله، فإن صاحب الـ34 عامًا بحاجة لموسم إضافي من أجل كسر رقم النجم السوري.
تجدر الإشارة إلى أن حمدالله احتاج 137 مباراة لتسجيل أهدافه، بمعدل 0.94 هدف في المباراة الواحدة، بينما لعب السومة 180 مباراة ما يعني أنه يسجل بمعدل 0.80 هدف في كل مباراة، وفقًا لإحصاءات شبكة “ترانسفير ماركت”.
خصوم الاتحاد
بعيدًا عن الصراعات الفردية لحمدالله، سيكون منافسي اتحاد جدة ضمن الرابحين من قرار رحيله، بالنظر إلى أرقامه التهديفية في المسابقات السعودية المختلفة.
وايضا ويمثّل المهاجم المغربي التهديد الأكبر على الأندية السعودية، وفقًا للأرقام، إذ أنه أكثر لاعب حالي تسجيلًا للأهداف في الدوري.
وانه ويعتبر الفيحاء أكثر المتضررين من حمدالله، إذ استقبل 16 هدفًا، فيما يأتي التعاون والرائد في المرتبة الثانية، واستقبل كل منهما 14 هدفًا، فيما لا تخلو القائمة من الكبار، حيث تلقت شباك الهلال 9 أهداف.
الخاسرون
مدرب الاتحاد الجديد
على الجانب الآخر، سيكون لرحيل حمدالله خاسرون، يأتي على رأسهم المدرب الجديد للاتحاد.
وبات في حكم المؤكد انفصال الاتحاد عن الأرجنتيني مارسيلو جاياردو، الذي فشل في حصد أي لقب مع العميد، بل إنه أخفق حتى في تأمين مركز يؤهل الفريق للمشاركة في بطولة آسيوية الموسم المقبل.
وفي وقت كثرت الشائعات حول هوية المدرب الجديد، فإن الاتحاد لن يفتح هذا الملف إلا بعد تسوية مستحقات جاياردو، وتولي الإدارة الجديدة المسؤولية.
صحيح أن المدرب القادم سيتجنب الأزمة الفنية التي عانى منها جاياردو، ومن قبله نونو سانتو، بتواجد حمدالله وبنزيما معًا في الملعب، إلا أنه سيفقد سلاحًا هجوميًا قويًا.
ويعتبر حمدالله أبرز هدّافي الاتحاد على مدار الموسمين الماضيين، منذ انضمامه في يناير/ كانون الثاني 2022.
ففي موسم 2022-2023، سجل 25 هدفًا في كل البطولات، أكثر من أي لاعب آخر، وكان صاحب الفضل الأكبر في التتويج بلقبي الدوري والسوبر.
واخيرا وحتى في الموسم الماضي، الذي شهد تراجعًا ملحوظًا في أداء العميد، أحرز حمدالله 29 هدفًا، متفوقًا بفارق 16 هدفًا عن بنزيما، صاحب المركز الثاني بالفريق.