يحظى الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، بالتقدير الدائم من قبل الجماهير ووسائل الإعلام نظير ما يقدمه من نجاحات مع الميرنجي.
ولكن الجندي المجهول في نجاحات كارلو هو نجله دافيد مساعده في تدريب الفريق الأبيض، والذي بدأت تظهر بصماته في وسائل الإعلام وللجماهير، ودوره الاستثنائي في النجاح الذي يعيشه والده داخل قلعة “سانتياجو برنابيو”.
وقد بدأ دافيد مسيرته في عالم كرة القدم، على خطى والده كلاعب، وأصبح لاعبًا محترفًا في صفوف ميلان بمركز خط الوسط.
وايضا وبعد فترتي إعارة وانتقال إلى بورجومانيرو، قرر اعتزال كرة القدم وهو بعمر الـ20 عاما، لتنتهي مسيرته كلاعب قبل حتى أن تبدأ في 2009.
وانه وقرر دافيد أن يسلك مجال التدريب، في سن الـ22 عاما، حصل على شهادة في علوم الرياضة.
دخول عالم التدريب
أولى تجارب دافيد التدريبية كانت في 2012، عندما تم تعيينه مدربًا للياقة البدنية في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي رفقة والده الذي عُين وقتها مديرًا فنيًا.
وبعد انتقال الأب كارلو لتدريب ريال مدريد، كان دافيد رفقته كمدرب أيضًا للياقة البدنية.
وقد حصل دافيد على الرخصة A من الاتحاد الأوروبي في 2016، وأصبح المدرب المساعد لأول مرة مع والده خلال فترة تدريبه لبايرن ميونخ الألماني.
واستمر دافيد في منصب المدرب المساعد للأب كارلو منذ ذلك الحين وحتى الآن.
السلاح السري
على فترات متباعدة، كان يكشف كارلو خلال المؤتمرات الصحفية، عن دور نجله دافيد في الأمور التكتيكية خلال المباريات.
وقال أنشيلوتي في تصريح سابق له: “كل ما يتعلق بالجانب الفني تتم مناقشته أولا بأول، وأتدخل أكثر في الجانب التكتيكي خلال المباريات، لكن ليس طوال الوقت، ودافيد في الكثير من الأحيان يقوم بالدور نيابة عني”.
وقد زادت أهمية دافيد في ريال مدريد يومًا بعد يوم، حيث منح كارلو له صلاحيات التدخل في التدريبات حال شاهد شيء ما خطأ، ويحق له إيقاف المران.
كما أفادت تقارير صحفية، أن اللاعبين يثقون به، ويقدرون قدراته ويعقدون جلسات طويلة للحديث معه.
وكانت أحد أهم النقاط الإيجابية لدافيد، هي تطويره لتنفيذ الكرات الثابتة للفريق، والتي كانت سلاحا مهما للميرنجي هذا الموسم، وتم تسجيل العديد من الأهداف من الركلات الركنية، التي جلبت انتصارات مختلفة للميرنجي محليًا وقاريًا.
وكما أنه ساهم في تطوير المنظومة الدفاعية، على الرغم من الغيابات القاسية التي تعرض لها الفريق منذ بداية الموسم، بعد إصابات ميليتاو وألابا.
بصمات واضحة
وانه وبخلاف الأمور التكتيكية، فإن بصمات دافيد في الأوقات الحاسمة هذا الموسم، كان لها كلمة الحسم في مصير ريال مدريد.
دافيد كان بطل الرواية في الإطاحة بمانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا بالدور ربع النهائي، حيث اختار بشكل كامل مسددي ركلات الترجيح، لضمان عدم ضياع الكرات.
وكما أنه أمام بايرن ميونخ في دور نصف النهائي وبالتحديد في مباراة الإياب بالبرنابيو، كان له قرارا حاسمًا.
ففي الدقيقة 80 من عمر المباراة، طلب أنشيلوتي من نجله رأيه في إجراء تبديل، وفورًا طلب دافيد إشراك خوسيلو، والذي شارك كبديل ونجح في تسجيل هدفين قادا الميرنجي للعبور للنهائي.
عروض مغرية
ذاع صيت دافيد أنشيلوتي بقوة خلال الأشهر الماضية، وبات هدفًا للعديد من الأندية في إسبانيا وأوروبا.
وقد تلقى دافيد عروضًا من أندية بازل السويسري، ريمس الفرنسي، إشبيلية الإسباني، بجانب ارتباط اسمه مع أندية بالدوري السعودي.
ودائما ما انتاب القلق عقول جماهير ريال مدريد، من رحيل دافيد عن الجهاز الفني بعد كل ما قدمه خلال السنوات الماضية.
واخيرا وحسم الأب كارلو الجدل بشكل نهائي بعد الكثير من الشائعات، وأكد أن نجله سيظل رفقته حتى آخر يوم له كمدرب في ريال مدريد.