أنهى بايرن ميونخ أحد أسوأ مواسمه في العقد الأخير، يوم السبت الماضي، بالسقوط أمام هوفنهايم بنتيجة “4-2” ليخرج دون تتويج بأي لقب للمرة الأولى منذ موسم (2011-2012).
وقد خسر بايرن لقب البوندسليجا الذي هيمن عليه لمدة 11 عاما لصالح بايرن ليفركوزن الذي حصد بدوره اللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وانه وكما ودع الفريق البافاري من الدور الثاني لمنافسات كأس ألمانيا أمام ساربروكن، وخسر في نصف نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد، وفقد في بداية الموسم لقب السوبر الألماني أمام لايبزيج.
وايضا ويسعى بايرن لإعادة البناء من جديد للعودة إلى الواجهة بداية من الموسم المقبل، بخطة معتادة: خطف نجوم المنافسين لضرب عصفورين بحجر، تدعيم صفوفه وإضعاف خصومه وهي سياسة ربما يشبهها البعض بالسرقة لكنها مشروعة، لا سيما أنه لم يضبط من قبل يخالف قواعد التعاقدات سواء التفاوض خارج الفترات المسموحة أو كسر الشروط الجزائية.
نجوم ليفركوزن
وحاول بايرن بالفعل اتباع سياسة القتل البطيء ضد أحدث خصومه إذ جرب خطف مدرب ليفركوزن وصانع إنجازه التاريخي تشابي ألونسو، لكن الإسباني قرر الاستمرار ليكمل مشروعه في الموسم المقبل رغم تأكد رحيل توماس توخيل بنهاية الموسم.
وقد ارتبط اسم العديد من نجوم ليفركوزن بالانضمام لبايرن الصيف المقبل وعلى رأسهم المدافع جوناثان تاه، والموهبة الألمانية فلوريان فيرتز المتوج بجائزة أفضل لاعب في الموسم بالدوري، وهو ما يهدد ببدء بايرن حملته الخاصة لإضعاف ليفركوزن وإبعاده عن الواجهة في السنوات المقبلة.
سابقة ليفركوزن
سبق أن خطف باير ليفركوزن الأنظار في موسم (2001- 2002)، ذلك الموسم الذي خسر فيه كل شيء في الأمتار الأخيرة: الدوري الألماني لصالح بوروسيا دورتموند بفارق نقطة واحدة، وخسارة نهائي كأس ألمانيا أمام شالكة، إضافة إلى خسارة نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد.
وانه واستغل بايرن ذلك الجيل التاريخي لليفركوزن بالتعاقد مع نجومه تدريجيا ليهيمن بدوره على الكرة الألمانية، ويضعف منافس محتمل في السنوات التالية.
وكانت البداية بضم مايكل بالاك في صيف 2002، الذي توج مع البافاري بثلاثة ألقاب في البوندسليجا ومثلهم في كأس ألمانيا.
وفي صيف 2002 أيضا ضم بايرن البرازيلي زي روبرتو الذي توج بدوره ب4 ألقاب في البوندسليجا وكأس ألمانيا رفقة العملاق البافاري.
وتعاقد بايرن أيضا مع المدافع البرازيلي لوسيو في عام 2004، الذي توج مع البافاري بثلاثة ألقاب في البوندسليجا ومثلهم في كأس ألمانيا.
دورتموند التاريخي
وقد شكل المدرب الألماني يورجن كلوب جيلا تاريخيا لدورتموند بداية من موسم (2010- 2011) وهو الموسم الذي شهد تتويج الفريق بلقب البوندسليجا للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ موسم (2001- 2002).
وواصل دورتموند التألق بالتتويج بثنائية الدوري والكأس في الموسم التالي (2011- 2012).
وايضا وحقق دورتموند في تلك الفترة 5 انتصارات متتالية على البافاري في جميع المسابقات.
ونجح بايرن في وضع حد لتلك الهيمنة في موسم (2012- 2013) بالفوز بلقب البوندسليجا بفارق نقاط كبير.
كما أطاح بدورتموند في ربع نهائي كأس ألمانيا، إضافة إلى التفوق عليه في نهائي دوري أبطال أوروبا.
لكن بدأ بايرن مرحلة جديدة من خلال زيادة تدعيم صفوفه مقابل إضعاف الخصم المباشر لضمان عدم صحوته من جديد، وذلك من خلال التعاقد التدريجي مع نجوم الفريق.
وكانت البداية بماريو جوتزه في 2013 ثم روبرت ليفاندوفسكي في 2014 وماتس هوميلز في 2016.
وبالفعل هيمن بايرن بعدها على لقب الدوري الألماني لمدة 11 عاما على التوالي حتى خسره هذا الموسم لصالح باير ليفركوزن.
إنهاء الهيمنة الأولى لدورتموند
وضع المدرب التاريخي أوتمار هيتسفيلد دورتموند على خريطة الكرة الألمانية والعالمية في تسعينيات القرن الماضي، ببلوغ نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (1992- 1993) قبل الخسارة أمام يوفنتوس.
وقاد دورتموند لأول لقب في تاريخه في البوندسليجا عام 1995، وكان ذلك أول لقب منذ كأس ألمانيا عام 1989، ودافع عن لقب الدوري بنجاح في موسم (1995- 1996).
وبعدها توج مع دورتموند باللقب الأغلى: دوري الأبطال 1997 حين فاز في النهائي على فريق يوفنتوس التاريخي بقيادة زين الدين زيدان وديديه ديشامب وكريستيان فييري.
وقرر بايرن خطف هيتسفيلد من دورتموند في 1998، وحقق مع البافاري العديد من النجاحات من الفوز بلقب البوندسليجا 5 مرات وكأس ألمانيا 3 مرات وتوج بدوري الأبطال مرة واحدة وحل وصيفا في أخرى.
إضافة إلى الفوز بكأس إنتركونتينينتال ليشكل حقبة تاريخية لبايرن صاحبها تراجع كبير في مكانة دورتموند.
مفاجأة البوندسليجا
على مدار السنوات نجحت بعض الأندية في التألق لموسم وخطف لقب البوندسليجا على عكس التوقعات، وكان ذلك حال شتوتجارت بالتتويج بلقبه الثالث في البوندسليجا موسم (2006- 2007)، وكان من أبرز نجومه في ذلك الموسم المهاجم ماريو جوميز بتسجيل 14 هدفا.
وانه وفي الوقت الذي لم يحافظ فيه معظم لاعبي شتوتجارت على مستواهم في الموسم التالي، واصل جوميز التألق بتسجيل 19 هدفا كثاني هدافي البوندسليجا، لينجح بايرن في ضمه في صيف 2009 وتصدر هدافي البوندسليجا في موسم (2010- 2011) برصيد 28 هدفا.
وايضا وتوج مع بايرن بلقبين في البوندسليجا ومثلهما في كأس ألمانيا، وتوج بلقب دوري الأبطال موسم (2012- 2013).
وهناك حالات أخرى استفاد فيها بايرن من تتويج منافسيه بالبوندسليجا، مثل فيردر بريمن موسم (2003- 2004) وضم منه حينها مدافعه فاليرين إسماعيل في صيف 2005 إضافة إلى تيم بروفسكي في صيف 2008.